الملكة

ما هي التربية الإيجابية؟  (دليل المبتدئين)

رقية على كاتب المحتوى: رقية على

03/08/2022

ما هي التربية الإيجابية؟  (دليل المبتدئين)

عند قدوم الطفل إلى العالم من خلال معجزة الولادة، فإنه نادرًا ما يأتي مصحوبًا بدليل إرشادي، فالولادة هي البداية فقط.

تأخذ حياتك منعطفًا بمقدار 180 درجة ولن تعود كما كانت مرة أخرى  فأنت مؤتمن على مسؤولية ضخمة تتمثل في تربية إنسان آخر.

لكن معظمنا لا يدرك أن الحصول على تثقيف حول "كيفية تربية الاطفال" له أهمية قصوى لأن الطريقة التي تكون بها تربيتك لأطفالك هي في النهاية تعكس كيف سيظهر طفلك.

بوعي أو بغير وعي نربي الاطفال بالطريقة التي نشأنا بها ويمكن أن تكون الطريقة الصحيحة أو الخاطئة.

تتمحور السنوات الأولى من حياة الطفل حول والديه، ومن هنا فإن طريقة التربية لها تأثير مباشر على تطورهم: اجتماعيًا ومعرفيًا، كما أنها تحدد العلاقة التي ستقيمها معهم لاحقًا في الحياة.

عندما يتعلق الأمر بتربية الاطفال فلكل فرد أسلوبه الخاص، ويمكن تصنيف أنماط تربية الاطفال إلى أربعة بناءً على تقنيات الانضباط المستخدمة:

    أساليب بومريند في تربية الاطفال

حددت ديانا بومريند الباحثة التي ركزت على تصنيف أنماط تربية الاطفال إلى ثلاثة أنماط أولية:
التربية المنتوازنة، والتربية السلطوية، والتربية المتساهلة.

لاحقًا توسعت إليانور ماكوبي وجون مارتن في أساليب تربية الاطفال الثلاثة في بومريند ووضعوا أساليب تربية الاطفال في فئتين:
متطلبة ومتساهلة. 

وهذا يؤدي إلى تمييز أنماط تربية الاطفال في أربع فئات:

- التربية المتوازنة (التربية الإيجابية)

- التربية المتساهلة

- التربية الاستبدادية

- التربية المهملة

اقرأي هذه المقالة لمعرفة المزيد عن كل نمط من أساليب تربية الاطفال، فمن بين الأساليب الأربعة تعتبر التربية المتوازنة هي أكثر الأساليب الموصى بها إذا كنت ترغبين في تربية الاطفال بطريقة صحية.

  هناك أسماء مختلفة تندرج تحت تربية الاطفال المتوازنة، حيث يمكن أن يطلق عليها:
التربية السلمية، التربية الإيجابية، التربية المحترمة، التربية اللطيفة، إلخ.

هل كل هؤلاء نفس الشيء؟

يمكن أن تختلف في بعض الأساليب المستخدمة لتأديب الاطفال، ولكن يمكن للمرء أن يعتبر أن كل هذه المسميات تندرج تحت مصطلح شامل يسمى "التربية المتوازنة".

تركز التربية المتوازنة على وضع حدود صحية من خلال احترام احتياجات الاطفال.

ما هي التربية الإيجابية؟

يشار إليها أحيانًا بالتأديب الإيجابي، أو التوجيه اللطيف، أو التربية القائمة على الحب، وهي إرشادات مقدمة بطريقة إيجابية مع مراعاة كرامة الوالدين والطفل للحفاظ على العلاقة بين الوالدين والطفل.

تختلف التربية الإيجابية عن التربية المتساهلة حيث لا يضع الآباء القواعد والحدود المناسبة.

  يحتاج الأطفال إلى حدود حتى يتعلموا الانضباط الذاتي ويتعلمون إدارة مسؤولياتهم، وتسمح لنا تقنيات التربية الإيجابية بوضع حدود صارمة ولكن باحترام مع إظهار التعاطف.

فيما يلي اللبنات الأساسية لنظام التربية الإيجابية:

- الاتصال

- الاحترام

- العطف

- الانضباط الإيجابي

دعونا نرى ماذا يعني كل واحد؟

    الإتصال

بصفتك أم تمرين بالكثير من الأوقات الصعبة في الأوقات التي لا ينام فيها الاطفال بسبب المرض أو عندما لا يستمعون إلينا عندما نقول "حان وقت النوم" حتى مائة مرة أو الأوقات التي لا يتوقف فيها أطفالك عن البكاء والشكوى، فإنك تشعرين بأنك  الرأس سوف ينفجر، وتشعري سرًا بالرغبة في أن تختفي من منزلك.

تربية الاطفال صعبة ولا شك في هذا، ولكن ما يجعلها لا تزال جديرة بالاهتمام هي المكافآت العاطفية التي تتلقيها.

بغض النظر عن مدى شعورك بالغضب أو اليأس فأنت مركز عالم أطفالك عندما يكونون صغارًا، وهم يحبونك دون قيد أو شرط.

ولكن للحفاظ على علاقتك معهم قوية حتى عندما يكبرون بما يكفي لفرد أجنحتهم والطيران تحتاجين إلى ممارسة أسلوب التربية الإيجابية وهو "الاتصال".

   كيف تتصلين بطفلك؟

الاتصال يعني قضاء وقت ممتع مع أطفالك في فعل الأشياء التي يستمتعون بها، فهذا يقوي الرابطة بينكما ويشعرهم بالحب والرعاية، وأحيانًا يكون عدم الاتصال هو السبب وراء سلوكيات البحث عن الاهتمام.

إذا كان طفلك متشبثًا أو "يتصرف بشكل غير لائق"، فعادةً ما يكون ذلك تعبيرًا عن حاجته الداخلية وشغفه بالاهتمام.

لكن حياتنا محمومة للغاية ونحتاج إلى تحديد الكثير من العناصر في قائمتنا على أساس يومي بحيث لا يتوفر لدينا الوقت للجلوس والاسترخاء مع الاطفال، لكن رعاية الاتصال ليست مهمة صعبة حيث يمكنك القيام بذلك في وقت فراغك، وإذا كان أطفالك أكبر سنًا اجعليهم يشاركون في أنشطتك، فهذا يجعلهم يشعرون بأنهم مهمون ويشعرون بأنهم متصلون معك.

بعض الأنشطة التي تبني الاتصال هي القراءة واللعب والطهي والاستماع بانتباه والتنزه أو القيام بأي شيء يرغبون في القيام به معك، فهذا يساعد على ملء كوبهم ويشعرون بالأمان العاطفي.

   الاحترام

التربية الإيجابية مبنية على الاحترام المتبادل، حيث نتعامل مع أطفالنا كأفراد ونفهم أنهم يستحقون الاحترام مثل أي شخص بالغ.

ليس كما هو الحال في التربية الاستبدادية، حيث نقول: "سوف تستمع إلي لأنني والدتك" أو "لأنني قلت ذلك".

نعترف بحقيقة أن الاطفال بشر مثلنا تمامًا ولديهم الحق في الشعور بالغضب والحزن والقلق وكل شعور آخر يجعلهم بشرًا، ولا نستبعد رغباتهم القوية على أنها عنيدة ونعاقبهم على ذلك لكننا نحاول أن نفهم سبب شعورهم بذلك في المقام الأول، فوظيفتنا كأمهات هي احترام تلك المشاعر والرد عليها بطريقة تعاطفية.

    العطف

التعاطف هو القدرة على فهم ما يشعر له شخص آخر، أي القدرة على وضع نفسه في موقع الآخر، والاطفال لديهم حاجة فطرية لأن يُسمعوا ويفهموا، وليس فقط الأطفال فنحن الكبار نحتاجه أيضًا.

في التربية الاستبدادية نرى أنه لا يُسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم، فتزداد حدة عواطفهم.

ماذا لو تجاهلت مشاعر الطفل؟ قد لا يبكي أكثر ولكن تلك المشاعر تكمن في الداخل مما يضعف الاتصال بيننا وسوف تنفجر بقوة أكبر في يوم آخر.

لذا عندما يشتكي الاطفال ويأتون إليك بمشاكلهم الصغيرة، فإن ما يحتاجونه هو شبكة أمان يفهم تمامًا مشاعرهم ويتعاطف معهم، فعندما يشعرون بأنهم مسموعون دائمًا فإنهم ينمون قوتهم عاطفياً من خلال تطوير الذكاء العاطفي الجيد.

يعني التعاطف في التربية الإيجابية الاستماع إلى مشاعرهم ومحاولة فهم الصورة الكبيرة.  ربما مروا بيوم عصيب وربما يواجهون إحباطًا مستمرًا من أحد الأشقاء أو أحد أفراد الأسرة، ولكن الاطفال لا يعرفون تسمية المشاعر والتعبير عنها على هذا النحو، لكن كأم يمكنك التفكير في "أسباب" نوبة الغضب ومحاولة التعاطف معها.

    الانضباط الإيجابي

التربية الاستبدادية أو التربية القائمة على الخوف تركز على العقاب كأداة لتأديب الاطفال، حيث يحتاج الاطفال إلى الانضباط ويجب أن تكون هناك حدود، ولكن في التربية الإيجابية لا نستخدم العقوبات وبدلاً من ذلك نستخدم التأديب الإيجابي.

تظهر الدراسات أن العقوبة لا تعمل، ففي الواقع للصفع وأنواع أخرى من العقوبات تأثير مباشر على سلوك الطفل لاحقًا في الحياة.

وكذلك العقاب لا يُعلم الأطفال درسًا ولكنه يثير الخوف في أذهانهم فيما يتعلق بمصدر العقوبة، ونتيجة لذلك يبدأون في تجنب المصدر ومحاولة فعل الشيء نفسه خلف ظهورهم، ولهذا السبب يحتاج الجميع إلى تعلم تقنيات التربية الإيجابية أو محاولة حضور ورش عمل ودروس التربية لأن معظم الناس يكررون دورة ممارسات التربية السيئة التي نشأوا عليها دون علم.

في النهاية بصفتك الأم ما تريديه لأطفالك هو تربيتهم كبشر صالحين قادرين على مواجهة العالم ولديهم علاقة جيدة معك.

 

ذات صلة

إذا كنت حامل لثاني مرة؛ فإليك نصائح للتعامل مع طفلك الصغير!

إذا كنت حامل لثاني مرة؛ فإليك نصائح للتعامل مع طفلك الصغير!

إذا كان هذا الحمل الثاني لكِ فسيكون بالتأكيد مختلفا جدا هذه المرة، لوجود كفل صغير بالفعل معك يطلب انتباهك.

483
الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

تربية الاطفال رحلة مليئة بالتحديات، ولا أحد يريد تربية اطفال أنانيين، حيي يريد كل أب أن يرى الاطفال ينمون ويكون لديهم شخصية قوية

669
ماذا يجب أن نعلم الأطفال عن العيد؟ أفكار ليشعر الأطفال بفرحة العيد!

ماذا يجب أن نعلم الأطفال عن العيد؟ أفكار ليشعر الأطفال بفرحة العيد!

أجمل ما في العيد عند الأطفال: لبس الملابس الجديدة وترقب تسلم العيدية من الأهل وقت المعايدة

394

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

استشارات صغيري

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

فيما يلي بعض النصائح من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تعلم السلوك المقبول أثناء نموه

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

استشارات صغيري

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

لا يحب الوالدين رؤية الاطفال منزعجين، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة كيفية التصرف عندما يكون طفلك متوترًا أو عصبيا

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

استشارات صغيري

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

هناك الكثير من الأشياء التي يجب تجنب قولها للأطفال من أجل مصلحتهم.